حوار مع تركي الفيصل: داعش مجرد عرض لأمراض في المنطقة

 

الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق في لندن وواشنطن، يقود الأمير تركي الفيصل مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية في الرياض. والعربية السعودية من بين الدول العربية المشاركة في التحالف بقيادة الولايات المتّحدة الأمريكية ضدّ الدولة الإسلامية، حيث إنّ طائراتها المقاتلة تقصف سوريا ولكن لا تشارك في العمليات في العراق. تركي الفيصل الّذي يشارك هذا الأسبوع في نسخة 2014 من World Policy Conference في سيول صرّح لـ لوموند عن موقف بلاده من الحرب ضدّ الدولة الإسلامية ومن إيران.

ما هي جذور الدولة الإسلامية؟

أنتم تطلقون على هؤلاء داعش أما أنا فأسمّيهم فاحش أي أسوأ الأسوأ. ولا أريد أن أمجّدهم بأن أقول “دولة”. إنّها ليست ظاهرة جديدة. من قبل كان هناك القاعدة وقبلها المجموعات الإرهابية الفلسطينية. ولكن طالما أنّنا لا نتعامل مع الأعراض لا مع المرض نفسه، ستكون هناك أعراض أخرى. الجميع يدرك مشاكلنا في الشرق الأوسط: طالما لا تزال الأراضي الفلسطينية محتلّة وطالما أنّنا نصمت أمام مجزرة ضحيّتها 200 ألف مدني في سوريا وطالما أنّ العراق مقسّم حسب الخطوط الطائفية سيكون هناك دائمًا أشخاص يستغلون ذلك.

ما الحلّ إذن؟

اقترحنا مبادرة السلام العربية على إسرائيل سنة 2002 الّتي تضمن لها السلام مقابل الأراضي الفلسطينية، ولكن إسرائيل لم تقبل. ولكن قيادات فاحش تستغلّ الظلم الّذي يمارس ضدّ الفلسطينيين للانتداب. الأمر مستمرّ من 70 عامًا.

هل أنّكم لا تؤمنون بالعملية العسكرية الّتي تشارك فيها بلادكم؟

نجحت حملة القصف الجوّي الّتي يقودها التحالف في تفادي تمدّد الجماعة، ولكن -أكرّر- إذا أردنا القضاء على المرض وليس فقط الأعراض يجب أن نذهب أبعد من ذلك. الوضع في سوريا جرح مفتوح في الشرق الأوسط، يجب تطهيره من أجل أن يندمل ويُشفى. المشكل في دمشق حيث بشار يقتل شعبه دون تحرّك أي شخص، وفي العراق كان هناك مشكل المالكي الّذي نبذ السنة وقد تمّ حلّه. الآن لدينا حكومة أكثر شمولية تسمح بمحاربة الإرهابيين بفعالية. يجب القيام بالأمر نفسه في دمشق وإلا لننتظر الأسوأ.

العربية السعودية أعلنت مؤخرًا عن عشرات الاعتقالات ضدّ أشخاص مشتبهين بالإرهاب. هل يعني هذا أنّ بلادكم مخترقة من الدولة الإسلامية؟ الجهادية مستوحاة من السلفية والوهابية المعمول بها في العربية السعودية …

فكرة أنّ وحشية القاعدة أو فاحش مرتبطة بطريقة ما بالسلفية خاطئة. في البداية، كلمة “سلف” تعود إلى الـ 200 سنة الأولى من تاريخ الإسلام، العصر الذهبي الّذي حكم فيه أحفاد الرسول محمد المسلمين. هذا هو توجّه السلفية. فيما يخصّ الوهابية ليست اللفظ الّذي نعرّف به أنفسنا. نحن أتباع الإسلام السنيّ ومدارسه الفقهية الأربعة فقط.

ولكن الجماعات مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في سوريا حصلوا على دعم مالي من السعوديين!

هذا خاطئ. العربية السعودية لم تدعم أي شخص خارج نطاق التمرّد المعتدل ممثّلا في الجيش السوري الحرّ، ولم نحوّل يوما أي مبلغ من المال إلى الدولة الإسلامية أو إلى جبهة النصرة.

التنافس بين الشيعة والسنة يبدو أنّه ساد على كلّ الصراعات في الشرق الأوسط حاليًا

لا وجود لمشكلة شيعية سنية. نحن نؤمن بالربّ نفسه وبالرسول نفسه وبالقرآن نفسه. هناك شيعة في العربية السعودية، يعيشون بكلّ حريّة. وهناك سنة في إيران يتعرّضون للاضطهاد. في هذه البلاد، الدستور يقوم على المذهب الشيعي الإثني عشري.

ما تصفونه على أنّه صراع شيعي سني هو نتيجة سياسة إيران. هذا بدأ مع الثورة الإسلامية سنة 1979 عندما أعلن الخميني أنّه يرغب في تصدير ثورته إلى العالم العربي. فعل ذلك في لبنان بواسطة حزب العراق، ثمّ في العراق بعد الغزو الأمريكي في 2003. وسعت إيران أيضًا إلى تحقيق ذلك في البحرين واليوم، تعمل عليه في اليمن من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة الثقيلة التي سيطروا بها على صنعاء.

هل سيكون الاتّفاق على البرنامج النووي الإيراني أمرًا جيّدًا بالنسبة للعربية السعودية؟

منذ بداية المفاوضات لم يتمّ تمثيل دول مجلس التعاون الخليجي مع أنّنا أول المعنيين بهذا التهديد. ما نريده هو اتّفاق شامل مع إيران من أجل وقف تدخّلاتها في العالم العربي، حيث إنّ الحرس الثوري الإيراني يتباهى بالسيطرة على أربع عواصم عربية: بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. وهذا غير مقبول.

لوموند – التقرير

آخر تعديل علىالجمعة, 12 كانون1/ديسمبر 2014