الكباش السياسي بين الصين وأميركا سيشكل العلاقات الدولية خلال الـ ٣٠ عاما القادمة

31/10/2018

Aliwaa

تقول صحيفة لوتان السويسرية إن رئيس مؤتمر السياسة العالمية تيري مونتبريال صرح في افتتاح النسخة 11 من المؤتمر بالرباط بأن التنافس المتزايد بين الصين والولايات المتحدة هو الذي سيشكل العلاقات الدولية خلال الثلاثين عاما القادمة.

وفي مقارنة لمسار البلدين، ترى الصحيفة -عبر مقال كتبه فرانسوا نوردمان- أن الصين تسير بسرعة في اتجاه أن تكون القوة الأولى عالميا، مشيرة إلى أن احتفالات مئوية بالثورة الصينية في 2049 ستكون تتويجا لهذا الواقع.

وتوضح أن الصين بواسطة الحزب الشيوعي تضبط المظاهر الاجتماعية في الداخل، كما تطور بواسطة طريق الحرير الجديدة البرية والبحرية مشروعا اقتصاديا ضخما سيسمح لها ببسط هيمنتها على مناطق واسعة في آسيا الوسطى.

وتضيف أن هذه المبادرة ستمكن الصين من الوصول لأسواق لتصريف فائض إنتاجها، وتضمن لها تدفق احتياجاتها من الطاقة، خاصة أن حجم الصين يجعل علاقتها مع هذه الدول التي يمر بها طريق الحرير غير متكافئة.

انسحابات ترامب

وترى الصحيفة في المقابل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حوّل الحزب الجمهوري إلى الحمائية الاقتصادية، مع أنه لم يكن بعيدا منها، وأسقط من كانوا في الوسط بين الحزبين الرئيسيين، وقسّم البلد بوقوفه ضد الديمقراطيين.

وتقول إن ترامب رفض أن يكون زعيما للعالم الحر، وغيّر السياسة العالمية بتضخيمه للتيار الشعبوي المناهض للهجرة والمعادي للأقليات، والممتد من البرازيل إلى بولندا .

وتضرب الصحيفة السويسرية الأمثلة بانسحاب الرئيس الأميركي من اتفاق باريس حول المناخ، ومن الاتفاق النووي مع إيران ، ومن الاتحاد العالمي للبريد .

وقالت إن ترامب حوّر دور الرئيس بمعاداته لمؤسسات بلاده العامة، كالمؤسسة العدلية والشرطة الاتحادية والصحافة، وحتى البنك المركزي ، مبديا في الوقت نفسه إعجابه بسياسيين سلطويين من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ والكوري الشمالي كيم جونغ أون .

غش تجاري

وترى الصحيفة أن ترامب ذهب بعيدا باتهامه كل شركاء الولايات المتحدة التجاريين بالغش، محاولا -بنجاح إلى حد ما- أن يعقد اتفاقيات ثنائية مع بعض الدول، مثل كوريا الجنوبية و المكسيك و كندا التي تقدم له بعض التنازلات الطفيفة.

وترى الصحيفة أيضا أن ترامب سيعقد اتفاقية مشابهة مع الصين في الأسابيع القادمة، مما سيحدث تفاهما تجاريا، وربما في مجال حقوق الملكية الفكرية ، ولكن المشاكل الإستراتيجية ستبقى عالقة.

وتشير إلى أن الاتفاقيات التي تمت مع المكسيك وكندا أعادت بعض الألق لصورة ترامب، ورفعت شعبيته قبيل الانتخابات النصفية، وأوقفت المد الأزرق (الديمقراطيين)، مما يعطي أملا ببقاء مجلس الشيوخ بيد الجمهوريين حتى ولو فقدوا الأغلبية في مجلس النواب.

وتقول الصحيفة إن المؤتمر المنعقد في الرباط في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أبدى تشاؤما كبيرا، وخلص إلى أن الأمور ليست مشجعة بالنسبة للغربيين الذين سيعيشون فترة انتقالية تبدو مضطربة، وقد تقود إلى نهاية النظام العالمي الحالي.