أبو ظبي تستضيف مؤتمر السّياسات العالمي

01.10.2021

سابين عويس

وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان

 على مدى ثلاثة أيام، تستضيف أبو ظبي مؤتمر السياسات العالمية في نسخته الرابعة عشرة، حيث يجتمع في قصر الإمارات أكثر من 300 شخصية من عالم السياسة والاقتصاد ومراكز الأبحاث الدولية، وعلى أجندة المؤتمر المواضيع الساخنة التي تشغل العالم اليوم بعد المتغيرات الجيوسياسية التي شهدها، فضلاً عن الوضع العالمي بعد عامين على تفشي جائحة كورونا، والانعكاسات التي تركتها على الاقتصاد العالمي.

خصص المؤتمر جلسات اليوم الأول حول الموضوع الذي يشغل حيزاً كبيراً من الاهتمام الغربي خصوصاً والعالمي عموماً، والمتصل بالتوقعات السياسية والاقتصادية العالمية بعد الجائحة. وفي هذا السياق، أكد المتحدثون أن التجربة التي خاضتها الدول في مقاربة الجائحة بيّنت أن الأهمية عُلقت على حياة الإنسان كأولوية، بعدما كان التركيز دائماً على الاقتصاد. وشكلت الصين مثالاً حياً على ذلك في ظل الأيديولوجية التي تتحكم بالنظام، حيث تقدمت أولوية الإنسان على حساب الاقتصاد والنمو. وذهب أحد المتكلمين الى القول إنه لولا الجائحة لكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب كسب الولاية الرئاسية الثانية!

وبالحديث عن آثار الجائحة، كان لا بد من التوقف عند طفرة العولمة التي شهدت نمواً على مدى العقود الثلاثة الماضية، لتعود فتتراجع اليوم نتيجة الجائحة ونتيجة الأزمات المتعاقبة، فضلاً عن تأثير الحركات اليسارية والنزعات القومية. وتوقع مسعود أحمد، المسؤول الأسبق في صندوق النقد الدولي، أن يكون مسار العولمة كما إدارته أكثر تعقيداً في السنوات المقبلة، خصوصاً مع المتغيرات الديموغرافية التي يشهدها العالم وتراجع القوى العاملة التي سيكون لها تأثيرها على هذا المسار.

العلاقات بين دول الأطلسي، روسيا والصين، شكلت مادة نقاش حيوية حيال ما ينتظر العالم ودول أوروبا خاصة، نتيجة ما بات يُسمى بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. حيث التحدي الأكبر يكمن في كيفية مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والمناخية التي تواجه العالم، والتي تحتاج في الأساس الى تعاون القوتين العظميين والتنسيق في ما بينهما لا العكس.

وفي رأي أليزابيت غيغو، الرئيسة السابقة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الفرنسي ورئيسة مؤسسة « ليند » للحوار بين الثقافات، أن دول الاتحاد الأوروبي لا تملك أي استراتيجية واضحة حيال هذا الصراع القائم، وفيما قبلت الولايات المتحدة بفكرة قيام حوار استراتيجي بين أوروبا والأمم المتحدة، كان هناك حاجة لحوار أوروبي داخلي في ظل غياب التنسيق في ما بينها. ودعا المتحدثون الى ضرورة مقاربة هذا الصراع بطريقة مختلفة، خصوصاً في ظل الشروط التي تفرضها الصين على صادراتها، ولا سيما في مجال نقل المعلومات من دون معرفتها المسبقة. وخلص المتحدثون في هذه الجلسة الى أهمية وضع استراتيجية واضحة لمواجهة هذه الحرب الباردة، وللسياسة الأميركية التي قررت اليوم أن تنقل العداء والمواجهة نحو الصين، بعدما كان هدفها الأول هو محاربة الإرهاب بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر.

وفي هذا المجال ذكّرت غيغو بمحطات تاريخية مهمة، الانسحاب الأميركي من أفغانستان، موقف إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما من الحرب في سوريا، ووضع خطوط حمر على النظام.

وكانت جلسة الافتتاح قد انعقدت عصراً بمشاركة وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الذي تحدث عن أهمية التعايش والتسامح في حياة الدول، وتأثيره على الاستقرار وتطوير المعرفة والنمو والانفتاح، حيث تكون المجتمعات المتسامحة أكثر نجاحاً وتنتقل الى اقتصاد قائم على المعرفة، مشيراً الى تجربة الإمارات في هذا المجال، حيث تتمتع بنمو واستقرار اقتصادي واجتماعي.

بدوره، أكد رئيس المؤتمر تييري دو مونبريال أهمية قيام تعاون مشترك لمواجهة التحديات، ولا سيما على مستوى القوتين العظميين، أي الولايات المتحدة الأميركية والصين، على أن يمتد الى القارات الأخرى. وجدد التذكير بأهداف الموتمر منذ تأسيسه بدعوة الدول الى بذل الجهود لإبقاء العالم منفتحاً على العولمة لكن خارج التطرف.لكن خارج التطرف.

Read the article on An Nahar