ولعلو ينادي بقطب جديد في « المتوسط » لصد هيمنة الصين وأمريكا

Mardi 15 octobre 2019 – 19h00

Hespress

دعا فتح الله ولعلو، عضو مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد والوزير الأسبق، إلى ضرورة خلق قطب جديد في البحر الأبيض المتوسط أمام الصين والولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك في تصريح أدلى به لهسبريس على هامش الجلسة الختامية لمؤتمر السياسة العالمي في دورته الثانية عشرة الأحد بمدينة مراكش.

وقال ولعلو، وهو عمدة سابق للعاصمة الرباط، إن دورة السنة الحالية من World Policy Conference كانت ناجحة لأنها قدمت قراءةً لعولمة العالم في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.

وفي نظر ولعلو فإن عالم اليوم حائر لكنه في نفس الوقت متحرك ومتغير، مشيراً إلى أن « هذه القراءة تهمنا كمغاربة وأفارقة ومتوسطيين ».

ويرى ولعلو أن المنطقة المتوسطية عرفت تراجعات في السنوات العشر الأخيرة بفعل الأزمة التي مسّت أوروبا والاهتزازات التي عاشتها العديد من بلدان المنطقة.

وأكد المتحدث أنه من الأهمية بمكان أن « يتعامل الإنسان بنوع من الإرادية مع هذا الوضع، لأن عالمًا جديداً نعيشه مع التحول التكنولوجي الرهيب وبروز قطبين يتواجهان، وهما أمريكا والصين ».

ودعا ولعلو إلى العمل من أجل تقوية قطب جديد يتمحور حول البحر الأبيض المتوسط يهم الأوروبيين والمغاربيين، وشدد أيضاً على أن « القارة الأوروبية عليها أن تتصالح مع منطقتنا وأن تعترف بعطائها التاريخي والفكري للعمل على خلق قطب جديد والدفع إلى عولمة متعددة الأقطاب، أي عولمة فيها نوع من التكافؤ ».

وفكرة التكافؤ تفرض وجودها، حسب ولعلو، لأن العالم يواجه خطرين؛ الأول هو الانحباس الحراري الذي يهم العالم كله ولا يمكن أن نجد حلاً له إلا بمقاربة التكافؤ، أما الخطر الثاني فهو اللاتكافؤ في توزيع الثروات والمداخيل، وهو ما يتوجب العمل إزاءه بالدفع بنموذج تعاون مبني على الاعتراف بعطاء الآخر.

وتواجه المنطقة المتوسطة، وفق مداخلة ولعلو أمام المشاركين، أربعة تحديات يتمثل الأول في النمو الديمغرافي الكبير الذي يحمل مخاطر وفرصا في الوقت نفسه.

أما التحدي الثاني فهو مرتبط بالتغير المناخي، والثالث يتجلى في تفاقم الفوارق في العالم وداخل الدول، وهما يتطلبان العمل على تجديد الاقتصاد السياسي كي يأخذ بعين الاعتبار بُعدي البيئة والفوارق.

ويكمن التحدي الرابع في نظر ولعلو في العداوة والخصومات الجيوسياسية الجديدة، خصوصاً بسبب مسألة الماء، في عدد من مناطق القارة الإفريقية؛ ناهيك عن أسباب ثقافية ودينية، وهو ما يستوجب مواجهته بتشجيع التسامح والاعتراف.

وختم ولعلو مداخلته في المؤتمر قائلاً: « يتعين على دول الجنوب التوحد في الاتحاد المغاربي وإعطاء مصداقية لأنظمتها السياسية وإستراتيجياتها الاقتصادية لإعادة مركزيتها الضرورية من أجل عالم متوازن أكثر ومتعدد القطبية ».

وكان هذا المؤتمر افتتح السبت الماضي واستمرت أشغاله ثلاثة أيام بمشاركة عدد من الشخصيات، مثل بول كامي، رئيس رواندا، ووزراء سابقين، إضافة إلى خبراء في الاقتصاد والإعلام من كافة أنحاء المعمور.

ويعد هذا المؤتمر، الذي يعقد سنوياً من طرف منظمة WPC السويسرية، فضاءً للتفكير والحوار حول تحديات الحكامة الدولية الكبرى، عبر فتح نقاشات حول القضايا الدولية الراهنة وبحث سبل مواجهة التحديات، واستشراف الآفاق الاقتصادية والسياسية.

Read the article on Hespress