12.14.2024
قرقاش: مستقبل سوريا ولبنان في أيدي أبنائهما وعلى إيران وقف طموحاتها التوسّعية
رأى أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنّ العالم اليوم تسوده الفوضى، وأن “ما نشهده في المنطقة وحتى قبل انهيار نظام الأسد يمثل زلزالاً استراتيجياً وسنستغرق وقتاً قبل فهم أبعاده الإستراتيجية”.
وقال في مداخلة خلال مشاركته في مؤتمر السياسات العالمية المنعقد في أبوظبي اليوم، إنّ ثلاثة دروس يمكن استخلاصها من سوريا: المخاوف والأمل والفرصة. وناشد الشعب السوري أن يكون قادراً على بناء نظام جديد لإحراز التقدّم وهذا مهمّ للغاية من أجل التغلّب على تاريخ البلاد من الاضطرابات والانقلابات والصراعات والحروب ولا سيّما في سنوات حكم الأسد الـ 54 التي كانت أكثر صعوبة كما رأينا من الصور التي نقلت واقع السجون وغيرها”.
أمّا الدرس الثاني فيتعلّق بالقلق كون هذا الوضع يتّسم بدينامية متغيّرة، مشيراً إلى “أننا نسمع الكثير من المقولات حيال المخاوف من القوّة الجديدة التي تتشكّل ومدى ارتباطها بـ”القاعدة” أو الإخوان المسلمين، وهذه مؤشرات مقلقة تدفعنا إلى التعامل بتفاؤل مع الشعب السوري لمساعدته لأنّه لا يمكننا تجاهل ما شهدته هذه المنطقة من أزمات مماثلة في الماضي”.
أمّا الدرس الثالث فيتّصل بالفرصة معرباً عن أمله أن تكون إيران قد فهمت ممّا حصل في سوريا ولبنان بأنّ تدخّلاتها في العالم العربي لن تحقّق لها الأمن وعليها أن تركّز في شكل حقيقيّ على المخاوف على أمنها واقتصادها في شكل مختلف.
ورأى القرقاش أنّها الفرصة اليوم للعالم العربي ليمدّ يده إلى سوريا لمساعدتها للمضي قدماً في مقاربة أكثر شمولية، وإعادة إعمارها.
وقال إنّ الدول العربية مهتمة بسوريا، مشيراً إلى العلاقات التي تتحسّن مع إيران يعني أنّ عليها أن تتخلّى عن طموحاتها التوسّعية في المنطقة.
وتناول إسرائيل بالقول إنّ استغلالها أزمة سوريا من أجل تقويض قدراتها قد يبدو طبيعياً ولكنّه ليس في مصلحة أيّ طرف، داعياً إلى نظرة عقلانية تبتعد عن المشاريع الأيدولوجية التي أوصلت المنطقة إلى ما هي عليه اليوم.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت إيران ستتغير، قال إنّ الخلاصة ممّا رأيناه من التطوّرات “يدعونا إلى التركيز على الحلّ السياسي وخفض التصعيد والاهتمام بالاقتصاد، وإيران وإسرائيل مدعوّتان إلى تقويم عقلاني وإلّا فستحصلان على النتائج نفسها. فالحاجة اليوم إلى أرضية مشتركة رغم الاختلافات في الرأي”.
عن اتفاقات أبراهام وإمكان أن تنخرط فيها إيران، قال إنّ الأمر يعود إليها، مشيراً إلى أنّ هذه الاتفاقيات اجتازت فترة صعبة في ظلّ ما يحصل ولكنّها ستستمرّ لتعزيز التعاون الاقتصادي، لافتاً إلى الدور الأميركي مع الرئيس الجديد دونالد ترامب وما ستكون عليه سياسته في هذا الشأن، ولا سيّما في الشأن الفلسطيني، مؤكّداً على الحاجة إلى دولة فلسطينية وأنّ العمل يجري في هذا الاتجاه.
وتطرّق إلى الملفّ اللبناني فأكّد على أهمية إعادة إحياء مفهوم الدولة التي تكون لها السيطرة على سيادتها والسلاح والحدود انطلاقاً ممّا رأيناه حيال تطبيق القرار الدولي 1701، داعياً إلى انتخاب رئيس والسيطرة على السلاح. وقال إنّ الأمر في يد اللبنانيين و”إذا لم يكن لديهم الإرادة فلا يمكننا أن نفعل شيئاً. لبنان طوى الصفحة والمستقبل في يد أبنائه”.
ورداً على السيناريوهات السلبية المحتملة، قال إنّ موقعه وتعاطيه في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية يدفعه إلى اعتماد النظرة الإيجابية والإيمان بالحلول الدبلوماسية من أجل فتح الأبواب التي تبدو مغلقة بإحكام، ورغم ذلك علينا أن نخطّط للأسوأ.
ورأى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمكّن ربما من تحقيق النجاح العسكريّ ولكن قد يكون بات عاجزاً عن الحلّ السياسيّ وهذا يتطلّب المزيد من القيادة والتفهّم من إدارة الرئيس ترامب.
Read article on An Nahar.